السؤال:
كان لي صديق دخل الكلية العسكرية ثم تركها لأسباب قيل إنها عين وقيل سحر من أحد أقاربه، وكنت أذهب معه إلى شيخ يرقي بالقرآن، وفي إحدى المرات- وكانت آخر مرة أذهب معه إلى الشيخ- (حسيت بحرارة داخلية وخوف وتصببت عرقًا لم تمر علي هذه الحالة من قبل) ومن هنا بدأت معاناتي. شككت في زوجتي أنها عملت لي عملًا، وشككت أنها عين وأصبحت لا أغادر البيت وأخاف خوفا شديدا أن ترجع لي نفس الحالة وإني راجعت شيخين وقالوا احتمال أنها عين. وأصبحت تأتيني حالة من الخوف خاصة عند الحديث عن العين والسحر وعند الصلاة الجهرية وعند حضور مناسبات عامة وعند السفر. وبعد فترة طويلة ذهب بعض هذا الخوف ولكن لا أزال الآن أعاني من عدم الثقة بنفسي وتأتيني حالات خوف وهلع. فإذا كانت عينًا ما العمل وإذا كانت شيئًا نفسيًّا ما العمل. وأنا أشك أنها عين. ماذا أفعل وأنا لي عشرة سنوات أعاني من هذه المشكلة؟!
الجواب:
السلام عليكم
أخي الفاضل. نشكر لك تواصلك مع موقع المسلم ونسأل الله لنا ولك الصحة والعافية.
ما ذكرته من معاناة إنما هو مبالغة في اعتبار العين والسحر وكل ذلك مبعثه قلق نفسي ولا علاقة له بالعين أو السحر في حقيقة الأمر. وما حصل لك من أعراض عندما زرت الراقي مع صاحبك إنما هو الخوف والقلق لا أكثر.
يسود في مجتمعاتنا للأسف التصور المبالغ فيه عن خطر العين والسحر وينسب كثير من الناس ما يمر بهم من تغيرات بدينة ونفسية إلى العين، مع أن سببها قد يكون حقيقة مرده إما إلى تغييرات اعتيادية تصيب الجميع أو أمراض نفسية وبدنية. وأشد من ذلك محاولة البحث عن من قام بالسحر والعين والشك في الأقربين كما هو حالك في الشك بزوجتك، وهذا محظور خطير يجب الابتعاد عنه، فهو أولا اتهام ظالم لشخص بريء دون بينة، ثم هو إفساد لعلاقة اجتماعية كعلاقة الزواج بناء على ظنون أو مقولات أناس ليسوا محل ثقة.
العين والسحر حق وواقع لكنها أقل شيوعا بكثير مما يعتقده الناس. ثم إن كثيرا ممن يمتهنون القراءة والرقية ليسوا محل ثقة ولا يعتد بما يقولون ولا يملكون دليلا يقينا على كلامهم.
الكاتب: د. محمد العتيق.
المصدر: موقع المسلم.